*حامل اللواء*
عدد المساهمات : 157
 |  موضوع: ما حكم علماء يدعون لبيعة من يحكم بغير ما أنزل الله ؟  2010-05-31, 2:32 pm | |
| 
ما حكم الدين فيمن ينتسبون إلى العلم ويدعون الناس لمبايعة الحاكمين بغير شرع الله ويقولون لا يجوز الخروج عليهم ولو بالكلام ويقرون بأن الديموقراطية كفر و مع ذلك يقولون بوجوب التصويت في الإنتخابات ويخوفون الناس بأنهم إن لم يصوتوا فقد ارتكبوا كبيرة توجب عقاب الله تعالى ويقومون بمناقشة الشباب المجاهد في المعتقلات لإرجاعهم إلى الحق -عندهم- أرجو بسط الإجابة وأن تأذنوا لي بنشرها بين المسلمين جزاكم الله خيرا؟
|
السائل: أبو سودة |
| المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر منبر التوحيد والجهاد |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين
هؤلاء أخي الكريم أمرهم معلوم لدي كل مسلم تدبر كتاب الله وسنة نبيه .
لقد تكرر في القرآن ذم هذا النوع من العلماء والتحذير من اتباعهم والاقتداء بهم..
قال تعالى في ذمهم : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [البقرة : 174]
وقال تعالى : {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } [آل عمران : 187]
وقال تعالى :{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف : 175 ، 176]
وقال تعالى :{اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [التوبة : 9]
لقد صدوا عن سبيل الله لأنهم كذبوا على الله فجعلوا الباطل حقا والحق باطلا ..
وصدوا عن سبيل الله لأنهم دعوا الناس إلى طريق الضلال وحذروهم من سبل الهدي ..
وصدوا عن سبيل الله لأنهم حرفوا شرع الله فغيروا فيه وبدلوا وحرضوا الناس على اتباع الباطل وزينوه لهم
واشتروا بآيات الله ثمنا قليلا عندما أطاعوا السلاطين واتبعوا أهواءهم فأحلوا لهم ما حرم الله ووضعوا عنهم ما أوجب الله ..
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أهل العلم من ولوج ابواب السلاطين فقال :
في حديث أبي هريرة : { من تتبع الصيد لها، ومن سكن البادية جفا، ومن أتى السلطان افتتن وما ازداد عبد من سلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا } رواه أبو داود و الترمذي والإمام أحمد وغيرهم، وهو حديث صحيح.
وهذا يعني أن من أتى أبواب السلاطين عند فسادهم، وغشيهم في مجالسهم، فقد عرض نفسه للوقوع في الفتنة،
وربما قام هؤلاء المتزلفون للسلاطين بوضع الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربا إلى سلاطينهم كما قال السخاوي : ( وصنف يتقربون لبعض الخلفاء والأمراء لوضع ما يوافق فعلهم وآراءهم ليكون كالعذر لهم فيما أتوه وأرادوه كغياث بن إبراهيم النخعي حيث وضع للمهدي محمد بن المنصور عبد الله العباسي والد هارون الرشيد في حديث لا سبق إلا في نصل أو خف فزاد فيه أو جناح "
وكان المهدي إذ ذاك يلعب بالحمام فأمر ببدرة يعني عشرة آلاف درهم فلما قفى قال : أشهد على قفاك أنه قفا كذاب ، ثم ترك الحمام بل وأمر بذبحها ، وقال: أنا حملته على ذلك .فتح المغيث - (1 / 258)
وإن أكبر عقبة اليوم تقف أمام المجاهدين والدعاة وأهل الحسبة الذين يريدون إصلاح شؤون الأمة وتغيير ما فيها من منكر وبعد عن شرع الله وجود الألوف من العلماء والدعاة والأئمة الذين يتلقون رواتب معاشهم من هؤلاء الحكام المبدلين لشرع الله.
لقد سعى هؤلاء الحكام إلى السيطرة على الدين وإخضاعه لرغباتهم من خلال السيطرة على العلماء والشيوخ الذين يتكلمون باسم الدين .
وإن من الفتنة العظيمة على الناس في هذا الزمن أن يكون العالم الكبير الذي يثق فيه العامة ويرجعون إليه في أمور دينهم كلها مواليا لحكام يحاربون دين الله ويعطلون شرع الله ويوالون أعداء الله !!
إن خضوع العلماء لهؤلاء الحكام فتنة من أعظم الفتن على المسلمين في هذا العصر .
وإن الإسلام اليوم يحتاج إلى علماء من أمثال العز ابن عبد السلام الذي استطاع بجرأته في الحق أن يبيع الأمراء في الأسواق .
فانتزع بجدارة لقب : سلطان العلماء .
والخلاصة أن العلماء الذين يدعمون تطبيق القوانين الوضعية أو ينصرون الحكام الذين يطبقونها هم دعاة على أبواب جهنم وسهم من سهام أعداء الدين الموجهة إلى الإسلام :
وهل أفسد الدين إلا الملوك *** وأحبار سوء ورهبانها .
والله أعلم
والحمد لله رب العالمين
| الشيخ أبو المنذر الشنقيطي ..
 |
| |
|
