الصمامة في إثبات شرط القرشية للإمامة

عدد المساهمات : 157

الصمصامة

في

إثبات شرط القرشية للإمامة

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن ولاه, أما بعد:
فحيهلا بشيخنا الراسخ في العلم أمير المؤمنين أبي بكر الحسيني القرشي حفظه الله..

قال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان) [متفق عليه].

وقال: (الناس تبع لقريش) [متفق عليه].

وقال: (الأئمة من قريش) [أخرجه أبو نعيم وصححه الألباني وقال: متواتر].

وقال أبوبكر الصديق رضي الله عنه: "إن العرب لا تدين إلا لهذا الحي من قريش".اهـ [أنظر تاريخ المذاهب الإسلامية ص79].

وهذا الذي حل الإشكال بين المهاجرين والأنصار يوم السقيفة.

وانظر غير مأمور: "باب ما ذكر النبي عليه السلام أن الخلافة في قريش", من كتاب السنة لابن أبي عاصم [2/745].

و"باب ذكر قول النبي عليه السلام: الناس تبعاً لقريش في الخير والشر", من كتاب السنة [2/1001].
وحكى الإجماعَ على ذلك القرطبيُّ، وابن حزمٍ رحمهما الله، وهو منصوص الأئمة أحمد والشافعي ومالك ومذهب أبي حنيفة , بل قال القاضي عياض رحمه الله: "اشتراط كون الإمام قرشياً مذهب العلماء كافة، وقد عدّوها في مسائل الإجماع، ولم ينقل عن أحد من السلف رضي الله عنهم أجمعين فيه خلاف، وكذلك من بعدهم في جميع الأمصار، قال: ولا اعتداد بقول الخوارج ومن وافقهم من المعتزلة ".اهـ [ عن فتح الباري (كتاب الأحكام) (باب: الأمراء من قريش) وانظر الملل والنحل للشهرستاني ص (116) ].

وقال الإمام الشهرستاني رحمه الله عن الخوارج: "وإنما خروجهم في الزمن الأول على أمرين‏:‏ أحدهما بدعتهم في الإمامةإذ جوزوا أن تكون الإمامة في غير قريش .." [ الملل والنحل ص55].

وقال الإمام السيوطي في مقدمة كتابه " تاريخ الخلفاء " : "ولم أورد أحداً من الخلفاء العبيديين , لأن إمامتهم غير صحيحة لأمور : منها : أنهم غير قرشيين" . اهـ [ تاريخ الخلفاء ص8 ]

تنبيه: قد يلتبس على بعض إخواننا ما أخرجه مسلم في صحيحه: (وَلَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا).

وللعلماء في شرح هذا الحديث أقوال:

1- أنَّ المراد به ضرب المثل لتأكيد الحكم، كقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من بنا لله مسجدًا ولو كمفحص قطاة ) [ رواه ابن ماجة وصححه الألباني ] وإن كان المسجد لا يمكن أن يكون كمفحص قطاة ، وإنَّما المراد في مثل هذا تأكيد الحكم ببيان ثبوته في أقلِّ الأحوال ، وإن لم يكن المذكور منها, وهذا ما ذكره ابن دقيق العيد في شرحه للأربعين النووية .

2- أي إذا تغلب وآل الحكم إليه , وهذا قول بعض أهل العلم وهو ضعيف , والله أعلم . 3- أن ولاية العبيد تكون من جهة إمام قريش , ويشهد له ما أخرجه الحاكم عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الأئمة من قريش , أبرارها أمراء أبرارها , وفجارها أمراء فجارها , ولكل حق , فآتوا كل ذي حقٍ حقه , وإن أمرت عليكم قريش عبداً حبشياً مجدعاً فاسمعوا له وأطيعوا ) [ صححه الألباني في صحيح الجامع ] وهذا أقوى الأقوال . [وانظر في ذلك جامع العلوم والحكم].. والله أعلم.

وكتب على عجالة:

خادم أهل العلم وأهل الجهاد

تلميذ المقدسي ... منتدى الفلوجة