مجاهد إلا ربع !

عدد المساهمات : 157

مجـــاهد إلا ربــع !

عندما يُـذكر اسم الشيخ عبد الله عزام فتجد نفسك تقول بملئ فمك: مجــاهد

عندما يقول أحدهم اسم خطـاب فأنت تسمعها من الموافق والمخالف مجلجلة: مجــاهد

عندما ترى وتسمع بيانات أمير الاستشهاديين أبو مصعب الزرقاوي في الإصدارات الجهادية فلا يسعك إلا أن تشهد أن هذا هو المجاهد

عندما تسمع اسم همام البلوي في الأخبار فتهم أن تقفز من مكانك وأنت تصرخ: فعلها المجاهد

عندما يُـزَف إليك خبر استشهاد أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري ثم الشيخ مصطفى أبو اليزيد فتذرف الدمع وأنت بين حزن وبشرى وتقول وقد تحشرجت الكلمات في حلقك: قضيت نحبك يا مجــاهد

وعندما نذكر إسمك بعد هؤلاء ونسألك -أو نسأل عنك- فما تظن أن تكون الإجابة ؟

لن نهري ونفري فيك بما يثبطك ونقول: هو لا شيء ..... هو ليس بمجاهد أصلاً.... مجرد شخص جالس أمام شاشة الحاسب يتابع هنا ويكتب هناك.... ليس له هدف....ماذا قدم ؟!!

لا أنت لست كذلك

بدليل أنك وصلت معي إلى هذا السطر ولم تيأس بعد ذكر هؤلاء الأبطال ثم مفاجئتك بمقارنة لك معهم
فأنت تبغي الانتفاع وأرجو أن أكون سببا في ذلك

تعمدت أن يأتي هذا الموضوع بعد الموضوع الذي طرحته بعنوان:
زوجتي..والنت..وأنا..وعملي..والجهاد..وطلب العلم (المعادلة الصعبة)
والذي جعلت نهايته مفتوحة وبدون حل
ولكني أذكر الحل هنا والله الموفق

نعود ونسأل:
عندما نذكر إسمك بعد هؤلاء ونسألك -أو نسأل عنك- فما تظن أن تكون الإجابة ؟
أظن أنك ستحك رأسك مرات وتهم أن تقول شيئاً ما ... ولكنك ستصمت

دعني أجاوب عنك وأعدك أنني سأنظر للموضوع نظرة حيادية لا فيها بخس مجحف ولا تهويل مسرف

في الحقيقة نحن نرى أنماطاً كثيرة من الناس هنا
ولكننا لا نتحدث إلا عن صنفين: المجاهد والمخذل

وننسى ما بينهما من أنماط وأنواع من الناس هي بيننا ومنا وقد يكونوا نحن أنفسنا
فأنا مثلاً لا أعتبر نفسي واحداً من الصنفين المذكورين
لست مجاهداً ... هذا شرف لا أدعيه
ولكني لست مخذلاً أيضاً

إذاً فما أكون أنا ؟!

قد أكون مجاهد إلا ربـع
مشروع مجاهد
مجاهد مع وقف التنفيذ

سمها كما شئت... المهم أنني في الطريق ولعلي أصل

دعني أطرح سؤالاً أظنه قفز إلى رأسك الآن:

من هو المجاهد ومن هو المجاهد إلا ربع ؟

لا تقلق ليس هناك فواصل إعلانية

المجاهد هو:

1- خاشع لله وله نية

2- راض بقضاء الله وغير متسخط ويشكر القليل

3- لا يسعى للشهرة -ويخاف منها- ولا يشترط أن يكون قائداً، فإن كان في الساقة كان في الساقة وإن كان في الحراسة كان في الحراسة

4- قلبه بعيد عن العجب والغرور والكبر ولا يتحدث عن نفسه كثيراً

5- له قضية تشغله ويقتطع لها أفضل أوقاته لا بواقيها

6- صاحب تخطيط واضح لأهدافه ومراحل تحقيقها

7- لا يعرف الكسل ولا يمل ولا يفتر ولا يستكين حتى يصل لمراده أو يموت على ذلك

8- على علم شرعي بما هو مقدم عليه

9- ليس لأحد مظلمة عنده

10- يغلب خوفه على الناس بغضه لمعاصيهم وبالتالي فهو يحسن إليهم ويخالقهم بخلق حسن ويكظم الغيظ ويعفو عنهم

11- له خبيئة عمل صالح بينه وبين ربه

12- له ورد ثابت في باب من أبواب الطاعة

13- يهتم ويعلم قضايا المسلمين وله نظرة في تحليلها

14- ينصت أكثر مما يتكلم

15- يعطي كل ذي حق حقه (والديه ونفسه وزوجه وأبناءه وجيرانه وأصحابه)

16- يحب في الله ويبغض في الله لا لهوى ولا لشهوة ولا لتقلب المزاج

17- يعتقد دائما أن أقرانه أفضل منه ويحسن الظن فيهم ويسيء الظن بنفسه ويقبل النقد

18- حكيم مع المخالف ويبغي الحق فلا تجده في المناظرات يسعى لأن يجعل المخالف مسخة ليسخر منه ويُـضحك الناس

19- ذليل أمام الدهماء والعامة ولا ينظر إليهم من برج عال

20- صاحب إيثار على نفسه ولا ينازع أحداً على شيء من الدنيا

21- لا يدعي العلم ولا يستحي من قول: لا أدري

22- تواب أواب وليس عنده إصرار على معصية ويتبع السيئة الحسنة

23-لا يغتاب الناس

24- لا يستحي من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

25- يحافظ على الأمانة ولا ينقض العهود

26- يصبر على الإبتلاء وعلى الطاعة وعن المعصية وعلى أذى الناس

27- يصدق ويتحرى الصدق ولا يعرف لسانه الكذب والمبالغات والتهويل

28- لا يأكل كثيراً ولا ينام كثيراً ولا يسرح بخياله طويلاً

29- شجاع مقدام ولكنه ليس متهوراً ولا متسرعا

30- كل من يرى حاله يقول: لو أن هذا الرجل علم أنه سيموت غداً لما وجد شيئاً يفعله أكثر من ذلك !

لا تجد رجلاً ممن قيل عنه أنه مجــاهد إلا وفيه هذه الثلاثين على الأقل -كعامل مشترك بين كل المجاهدين- وقد تجد فيه صفاتاً أخرى تميزه عن أقرانه ويضاعف الله لمن يشاء.

كان هذا هو المجــاهد

فمن هو المجاهد إلا ربع ؟

ببساطة كل من كان دون هذه الصفات فهو إلا ربع حتى يكمل
حاول أن تقيم نفسك
كم من ثلاثين ؟
قد تستحق أكثر من ثلاثين
إذاً أنت مجاهد وربع أو قد تصل لخمسة وأربعين .... هنيئاً مجاهد ونصف
وقد تجد نفسك أصبت خمسة وعشرون
فأنت في خانة إلا ربع

المهم أن تُـقَـيِم نفسك وتعرف ما عليك وتبدأ في العمل
فنحن لا نسعى لنأخذ لقب المجاهد في الدنيا ثم لا نجده في الآخرة !

وفي النهاية أحب أن أقول أن هذه الألفاظ التي ابتدعتها (كمجاهد إلا ربع-مجاهد مع وقف التنفيذ- مجاهد ونصف) كانت فقط لتقريب الصورة أما في الشرع فالألفاظ الشرعية واضحة ليس فيها إلا ربع ولا ونصف وإنما هي درجات كمسلم ومؤمن ومحسن... ودركات كعاص وفاسق وكافر

فالمجاهد مجاهد ومن كان دون ذلك فهو دون ذلك.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

أبو شداد العنيــد